صناعة الخوص تعد من أقدم الصناعات التي عرفها الإنسان في الوطن العربي منذ الكثير من السنوات السابقة، وتعرف بين العرب أيضًا باسم الخواصة، ومن خلالها تستطيع السيدات والرجال تصميم الكثير من المشغولات الرائعة، وتمر عملية تصنيع الخوص بعددًا من المراحل التي يتم تنفيذها بكل دقة، وفي مقالنا اليوم سوف نوضح لكم كل ذلك.
صناعة الخوص
هي من الحرف المنتشرة في الكثير من الدول العربية، خصوصًا في المملكة العربية السعودية، وبالأخص في القرى والمخيمات والأحياء الشعبية، وعلى الرغم من أنها تعد من المهن القديمة، إلا أنها تعد من المهن الأكثر شهرة حتى وقتنا هذا، وبواسطتها يتم إنتاج الكثير من المنتجات الرائعة التي يتم تداولها في مختلف أنحاء المملكة، وتنال إعجاب الكثيرين.
صناعة الخوص تعتمد على توفير الخامات الأساسية التي يتم العثور عليها في شجر النخيل، وهو خوص السعف، وخوص اللبة، بالإضافة إلى تحضير عددًا من الخامات الأخرى التي يتطلبها تصنيع بعض المنتجات، منها نبات الأسل الذي ينمو داخل قنوات المياه في عددًا من المناطق بالسعودية، ليف النخيل، العزف، وفي الغالب يتم القيام بتلك الحرفة في المنازل، وبها يتم استخدام اليدين، وتحتاج إلى توافر خبرة عالية في هذا المجال، حتى يتم صناع المزيد من المشغولات الخوصية، والحصول على مشغولات متميزة.
المشغولات الخوصية تتميز بأنها تساهم في المحافظة على الحبوب والأطعمة، ووقايتها من التعرض للتعفن أو العطب، نتيجةً لقدرتها الرائعة على مقاومة الرطوبة.
أنواع الخوص
تنقسم أنواع الخوص إلى نوعين رئيسيين، وهما كما يلي:
خوص السعف
هو من أبرز أنواع الخوص المستخدمة في صناعة الخوص، وهو يتكون من باقي أوراق النخيل العادية، ويكون طويل، وأكثر خشونة من النوع الآخر، وقبل استخدامه في تصميم المشغولات الخوصية يتم الحرص على غمره في الماء لمدة معينة، حتى يتم تطرية أوراق النخيل، وبالتالي يتم تشكيلها وجدولتها بكل سهولة، وفي الغالب يتم استخدام خوص السعف في صناعة السلال التي تكون ذات أحجام كبيرة، بالإضافة إلى الحصير، والمقاطف التي يتم استعمالها في بعض الأغراض الزراعية، مثل جني المحاصيل، حمل الردم والتبن، وتستخدم أيضًا في التسوق، ويتم استعمال وحدات زخرفية كبيرة عند تصميم تلك المشغولات، وفي العادة يتم استخدام عددًا من الألوان، ويتم تطعيم بعض أنواع المشغولات بتضفير الخوص الأخضر مع الخوص الأبيض.
خوص اللبة
هو موجود في قلب النخلة، ويأخذ اللون الأبيض الناصع، ويكون ذات حجم صغير، ويمكن تشكيله بكل سهولة ويسر، وفي الغالب يتم الاعتماد عليه في تصنيع المشغولات الخوصية الدقيقة والسلال، وتكون المنتجات المصنوعة منه مزخرفة، ويمكن استخدام المزيد من الألوان في المنتج الواحد، ويتم الحرص على توزيع تلك الألوان وفقًا لنظم جمالية هندسية.
كيف تتم صناعة الخوص
عند تطبيق صناعة الخوص يتم نقعه في الماء الساخن لمدة معينة، حتى يتم تليينه، ويكون من السهل تشكيله، سواء كان خوص ملون أو عادي، مع العلم أن الخوص الملون لا يفقد لونه عند وضعه في الماء، وتمر عملية صناعة الخوص بعددًا من المراحل، التي تتمثل فيما يلي:
- في البداية يتم تقطيع الخوص اليابس من أشجار النخيل.
- العمل على عزل الخوص عن الجريد، مع العلم أن الفترة الزمنية التي يستغرقها تطبيق تلك المرحلة على عشر جريدات يبلغ متوسطها ما يقارب من ثلاث ساعات.
- ترك الخوص في الشمس، حتى يجف بشكل جيد، وخلال فصل الصيف يتم تركه لمدة تقارب من أربعة أيام، أما في فصل الشتاء يتم وضعه في الشمس لمدة تتراوح بين سبعة إلى عشرة أيام.
- تشريح كل سعفة إلى الكثير من الشرائط، ويتم الاعتماد في ذلك على نوع المنتج المراد تصنيعه.
- ترك الخوص في الماء لمدة معينة، حيث يتم ربط الخوص على هيئة حزم، ثم يتم غمرها في الماء، ويوضع فوقها ثقل، لكي لا تطفو على سطح الماء، وتستغرق تلك المرحلة في صناعة الخوص يوم واحد على الأقل.
- عند ملاحظة تليين أنسجة الخوص، يتم استخراجه من الماء، وفي هذا الوقت يكون جاهز للتشكيل.
- العمل على تضفير الخوص إلى عددًا من الضفائر، وفقًا لنوع المنتج المراد صناعته، ثم يتم وضع ضفائر الخوص في الماء لمدة محددة، حتى تكون لينة.
- وفي النهاية يتم تشكيل المنتج، بدءً من القمة أو القاعدة، وفقًا لنوع المنتج، ثم يتم الخياطة بشكل حلزوني دائري حتى يتم الانتهاء من تصميم المنتج.
مشغولات صناعة الخوص
يمكنك من خلال صناعة الخوص تشكيل الكثير من المشغولات الخوصية التي تتمتع بالقوة والمتانة وطول عمرها الافتراضي، ويصل عدد المنتجات التي يتم تصنيعها من الخوص إلى ما يقارب من خمسة وعشرين نوع، وهي تختلف بين بعضها البعض من حيث الاستخدام والأشكال والأحجام، ومن أبرز أنواع مشغولات الخوص ما يلي:
- السلال: هي من أهم أنواع مشغولات صناعة الخوص، وفي الغالب تكون ذات أشكال مستديرة، وتكون عميقة أيضًا، ويتم استخدامها في الكثير من الأغراض، منها حفظ الملابس، ونقل التمر.
- الضميدة: هي عبارة عن جراب صغير يتم صناعته من سعف النخيل، ويمكن استخدامه في وضع التمر.
- السرود: تستعمل كمائدة، ويوضع فوقها الطعام، ويمكن أن تكون كبيرة أو صغيرة الحجم، حسب الطلب، وتكون دائرية الشكل.
- الميزان: يأخذ الشكل ذاته الخاص بالميزان العادي، ويعلق على طرفيه عصى طويلة، ويتم ربطه بخيوط متينة وقوية، ويتم استخدامه خلال شهر رمضان المبارك بعرض وزر الرطب والتمر.
- المخرفة: هي سلة يتم تصنيعها من الخوص، ويوجد به يد طويلة، لكي يتم تعليقها في الرقبة، ثم يصعد بها الرجل النخيل، حتى يتمكن من جمع التمر.
- المشب: يستخدم في إشعال النيران، خصوصًا عند تحضير الخبز، ويمكن استعماله أيضًا للتهوية على الطعام، ويكون صغير الحجم، ويأخذ الشكل الدائري.
- المنز: هو السرير الذي يتم صناعته للطفل الصغير من الخوص، ويوجد به يد، لكي يتم تحمله ونقله من مكان لآخر بكل سهولة ويسر.
سلة سافانا تأتي بتصميم أنيق ومتألق، وهي تتمتع بقدر عالي من الفخامة، ومن خلالها يمكنك استغلال مساحة المنزل بشكل رائع، وتستطيعين وضعها في أي مكان بالمنزل يتناسب مع الديكور، مثل المدخل أو غرفة النوم أو غرفة المعيشة.
ختامًا، صناعة الخوص تعد من الحرف التقليدية المشهورة في السعودية، ويستخدم بها عددًا من الأدوات الهامة، التي منها سعف النخيل، وتتطلب توفر قدر عالي من المهارة والخبرة لدى القائمين بها، ويمكنكم الحصول على أفضل منتجات الخوص بكل سهولة من متجر نون ميد.
اقرأ ايضًا : فوائد المخده الحرير